للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جثم الطائر والأرنب يجثم من بابي دخل وجلس جثوما، وهو كالبروك من البعير، وربما أطلق على الظباء والإبل، والفاعل جاثم وجثام مبالغة، ثم استعير الثاني مؤكدا بالهاء للرجل الذي يلازم الحضر ولا يسافر، فقيل فيه: جثامة وزان علامة ونسابة، ثم سمي به، ومنه الصعب بن جثامة الليثي. اه. وفي «القاموس»: جثم إذا لزم مكانه ولم يبرح، أو وقع على صدره. اه.

{وَلُوطًا} هو (١) لوط بن هاران ابن أخي إبراهيم عليهما السلام ولد في الطرف الشرقي من جنوب العراق، وكانت تسمى أرض بابل، وكان قد سافر بعد موت والده مع عمه إبراهيم عليه السلام إلى ما بين النهرين، وكان يسمى جزيرة قورا، وهناك كانت مملكة أشور، ثم أسكنه إبراهيم شرقي الأردن، لجودة مراعيها، وكان في ذلك المكان المسمى بعمق السديم بقرب البحر الميت، أو بحر لوط قرى خمس سكن لوط في إحداها المسماة بسذوم، وكانت تعمل الخبائث، ولا يوجد الآن ما يدل على موضعها بالتحديد، وبعض الناس يقول: إن البحر قد غمرها، ولا دليل لهم على ذلك.

{شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ} شهوة إما مفعول لأجله، أو مصدر واقع موقع الحال؛ أي: مشتهين ملتذين، أو باق على مصدريته، ناصبه أَتَأْتُونَ؛ لأنه بمعنى: أتشتهون شهوة، ويقال: شهي يشهى شهوة وشهى يشهو شهوة من بابي تعب وعلا. كما في «المصباح».

{مِنَ الْغابِرِينَ} في «المصباح»: غبر غبورا - من باب قعد - إذا بقي، ويستعمل فيما مضى أيضا، فيكون من الأضداد، قال الزبيدي: غبر غبورا: مكث. اه.

{وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ} قال أبو عبيد (٢): يقال: مطر في الرحمة، وأمطر في


(١) المراغي.
(٢) الفتوحات.