كقراءة الحسن، وقيل: القمل البراغيث، وقيل الجعلان، وقيل: إنه السوس الذي يخرج من الحنطة، وقيل: غير ذلك مما يطول الكلام بذكره، وعن سعيد بن جبير: كان إلى جنبهم كثيب أحمر، فضربه موسى عليه السلام بعصاه، فصار قملا، فأخذت أبشارهم وأشعارهم، وأشعار عيونهم، وحواجبهم، ولزم جلودهم كأنّه الجدري، ومنعهم النوم والقرار، فصاحوا وصرخوا هم وفرعون إلى موسى عليه السلام، وقالوا: إنا نتوب فادع لنا ربك يكشف عنا هذا البلاء، فدعا موسى فرفع الله عنهم القمل بعدما أقام عليهم سبعة أيام، من السبت إلى السبت، فنكثوا وعادوا إلى أخبث أعمالهم وقالوا: اليوم قد تيقنا أنه ساحر، حيث جعل الرمل دواب ولم يؤمنوا {وَ} أقاموا شهرا في عافية، فأرسل الله عليهم {الضَّفادِعَ} الحيوان المعروف، فامتلأت منها بيوتهم وأطعمتهم وآنيتهم، فلا يكشف أحد منهم عن ثوب ولا طعام ولا شراب إلا وجد فيه الضفادع، وكان الرجل يجلس في الضفادع إلى رقبته، ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه، وكان يثب في قدورهم، فيفسد عليهم طعامهم، ويطفىء نيرانهم، وكان أحدهم يضطجع، فيركبه الضفدع، فيكون عليه ركاما حتى لا يستطيع أن ينصرف إلى شقه الآخر، ويفتح فاه إلى أكله فيسبق الضفدع أكله إلى فيه، ولا يعجن عجينا، ولا يفتح قدرا إلا امتلأ الضفادع، فلقوا منها أذى شديدا، فشكوا إلى موسى وقالوا: ارحمنا هذه المرة، فما بقي إلا أن نتوب التوبة النصوح، ولا نعود إلى الكفر، فأخذ عهودهم ومواثيقهم، ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بأن أماتها وأرسل عليها المطر والريح فاحتملها إلى البحر بعد ما أقامت عليهم سبعة أيام، من السبت إلى السبت، ثم أظهروا الكفر {وَ} أقاموا شهرا في عافية فأرسل الله عليهم {الدَّمَ} في مياههم، فصارت مياههم كلها دما، فما يسقون من بئر ولا نهر إلا وجدوه دما عبيطا - الخالص الطري - أحمر، فشكوا إلى فرعون وقالوا: إنّه ليس لنا شراب، فقال فرعون: سحركم موسى، فقالوا: من أين سحرنا ونحن لا نجد في أوعيتنا شيئا من الماء إلا دما عبيطا، وكان فرعون لعنه الله تعالى يجمع بين القبطي والإسرائيلي على الإناء الواحد، فيكون ما يلي القبطي دما، وما يلي الإسرائيلي ماء، حتى كانت المرأة من آل فرعون تأتي المرأة من بني إسرائيل حين جهدهم