واشتقاق أسمائها منها، كاللات من الله، والعزى من العزيز، ولا توافقوهم عليه، أو: أعرضوا عنهم، فإنّ الله سبحانه وتعالى مجازيهم كما قال:{سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}؛ أي: لأنّهم سيلقون جزاء عملهم، وتحل بهم العقوبة في الدنيا قبل الآخرة، فاجتنبوا إلحادهم كيلا يصيبكم مثل ما يصيبهم، وهذا تهديد لمن ألحد في أسمائه تعالى، وهذا قبل الأمر بالقتال، فهو منسوخ بآية السيف، وقرأ حمزة يلحدون بفتح الياء والحاء هنا وفي فصلت والنحل، ووافقه عاصم والكسائي في النحل، يقال: لحد وألحد إذا مال عن الحق، وهي قراءة ابن وثاب والأعمش وطلحة وعيسى، وقرأ باقي السبعة بضم الياء وكسر الحاء فيهن من ألحد الرباعي.
فصل في الإلحاد في أسمائه تعالى وأقسامه
والإلحاد ضربان (١): إلحاد إلى الشرك بالله وهو ينافي الإيمان ويبطله، وإلحاد إلى الشرك بالأسباب كأن ينظر إليها مع الغفلة عن كونها من خلق الله وتسخيره، أو يعتقد أنّها مؤثرة بذاتها لا بفعله تعالى، وهذا يوهن عرا الإيمان، ولا يبطله.
والخلاصة: أن الإلحاد في أسمائه الحسنى أقسام:
١ - تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه في كتابه أو ما صح من حديث رسوله صلى الله عليه وسلّم، فقد اتفق أهل الحق على أن أسماءه وصفاته تعالى توقيفية؛ أي: تحتاج إلى إذن من الشارع لصحة إطلاقها عليه تعالى، وكل ما ورد في الكتاب والأحاديث الصحيحة دعاء ووصفا له، وإخبارا عنه، يصح إثباته له، ويمنع كل ما دلت على منعه، قال في «الكشاف»: كقول أهل البدو: يا أبا المكارم، يا أبيض الوجه، يا سخي.