الله أنعم على عبده - وهو مقيم على معصيته - فاعلم أنه مستدرج له، {وَأُمْلِي لَهُمْ} الإملاء الإمداد في الزمن، والامهال والتأخير من الملوة والملاوة، وهي الطائفة الطويلة من الزمن، والملوان الليل والنهار (والكيد) كالمكر: هو التدبير الذي يقصد به غير ظاهره، بحيث ينخدع المكيد بمظهره، فلا يفطن له حتى ينتهي إلى ما يسؤه، وأكثره احتيال مذموم، ومنه ما هو محمود يقصد به المصلحة، ككيد يوسف لأخذ أخيه الشقيق من إخوته لأبيه برضاهم، ومقتضى شريعتهم، وفي «الكرخي»: وسمى الأخذ كيدا لأنّ ظاهره إحسان وباطنه خذلان. اه.
و {الْمَتِينُ} القوي الشديد، ومنه المتن وهو الوسط؛ لأنّه أقوى ما في الحيوان، وقد متن بالضم يمتن متانة؛ أي: قوي واشتد. {الجنة}: بالكسر نوع من الجنون، والإنذار: التعليم والإرشاد المقترن بالتخويف من مخالفته، والملكوت: الملك العظيم، {ومَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} مجموع العالم، والحديث: كلام الله تعالى وهو القرآن، والطغيان: تجاوز الحد في الباطل والشر، من الكفر والفجور والظلم، والعمه: التردد في الحيرة.
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها}. {السَّاعَةِ}: لغة: جزء قليل غير معين من الزمن، وعند الفلكيين: جزء من أربع وعشرين متساوية، يضبط بآلة تسمى الساعة، وقد كان ذلك معروفا عند العرب، فقد جاء في الحديث:«يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة». وقد تطلق بمعنى الوقت الحاضر، وبمعنى الوقت الذي تقوم فيه القيامة، كما هنا، وأكثر استعمال (ساعة) بدون أل في الكتاب الكريم بمعنى الساعة الزمنية، وبأل بمعنى الساعة الشرعية، وهي ساعة خراب العالم، وموت أهل الأرض جميعا، وجاء المعنيان في قوله تعالى:{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ}، والغالب التعبير بيوم القيامة عن يوم البعث والحشر الذي يكون فيه الحساب والجزاء، والتعبير بالساعة عن الوقت الذي يموت فيه الأحياء في هذا العالم، ويضطرب نظامه، فالساعة مبدأ، والقيامة غاية {أَيَّانَ مُرْساها}. {أَيَّانَ} بمعنى متى، فهي للسؤال عن الزمان، و {مُرْساها}؛ أي: إرساؤها وحصولها واستقرارها، ويقال: رسا الشيء يرسو إذا ثبت، وأرساه