ومنها: الإشارة بهذا في قوله: {ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا} تحقيرا للمشار إليه واسترذالا له.
ومنها: زيادة ما في قوله: {مَثَلًا ما بَعُوضَةً} لتأكيد خسة الممثّل به وهو البعوض، وغيره، والمراد بقولنا: زيادة ما؛ لتأكيد الخسة رفع ما يقال، إن القرآن مصون عن الحشو والزائد حشو. وعبارة ابن السبكي: ولا يجوز ورود ما لا معنى له في الكتاب والسنة، خلافا للحشوية، ومحصل جوابه: أنّ زيادتها لفائدة، وهي التأكيد، فليست حشوا محضا. وعبارة البيضاوي: ولا نعني بالمزيد اللغو الضائع، فإن القرآن كله هدى وبيان، بل مرادنا بالمزيد، هو الذي لم يوضع لمعنى يراد منه، وإنما وضع ليذكر مع غيره فيفيد الكلام وثاقة وقوّة، وهو زيادة في الهدى غير قادح فيه. انتهت. أفاده في «الفتوحات».
ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ} حيث شبه العهد بالحبل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو النقض، على سبيل الاستعارة المكنية، لأنه إحدى حالتي الحبل، وهما النقض والإبرام.
ومنها: الإلتفات من الغيبة في قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} الخ. إلى الخطاب في قوله:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} لغرض التوبيخ، والتقريع، والتعجيب.
ومنها: الطباق بين قوله: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} وقوله: {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}، وبين {يَقْطَعُونَ} و {يُوصَلَ}.
ومنها: تقديم الإضلال فيهما على الهداية، ليكون أول ما يقرع أسماعهم من الجواب، أمرا فظيعا يسوؤهم ويفتت أكبادهم.