خاتمة في خلاصة ما اشتملت عليه هذه السورة من الموضوعات
جملة ما اشتملت عليه هذه السورة من المقاصد سبعة:
الأول: التوحيد: وهو يتضمن دعاء الله وحده، وإخلاص الدين له، وتخصيصه بالعبادة؛ فإنه شارع الدين، فيجب اتباع ما أنزله، ولا يجوز اتباع الأولياء من دونه في العقائد والعبادات، ولا التحليل والتحريم الديني، كما قال:{اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ} وإنّ القول عليه بغير علم بتشريع أو غيره لا يجوز لأحد، كما قال:{أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ} وأن جميع ما يشرعه لعباده حسن، وما سواه قبيح {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ} ونحن مأمورون بذكره تضرعا وخفية سرا وجهرا.
الثاني: الوحي والكتب: ويتضمن ذلك إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلّم للإنذار به، والأمر باستماعه والانصات له، رجاء الرحمة بسماعه والاهتداء به، وأمر المؤمنين باتباع المنزل عليهم من ربهم.
الثالث: الرسالة والرسل: ويشمل ذلك بعثة الرسل إلى جميع بني آدم كما قال: {يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي} وسؤالهم يوم القيامة عن التبليغ وسؤال الأمم عن الإجابة، ومجيء الرسل بالبينات من الله تعالى تأييدا منه لهم، وعقاب الأمم على تكذيب الرسل، كما ذكر في قصص نوح وهود وصالح وشعيب.
الرابع: عالم الآخرة: ويتضمن ذلك البعث والإعادة في الآخرة كما قال: {كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} ووزن الأعمال يوم القيامة، وترتيب الجزاء على ثقل الموازين وخفتها، وأنّ الجزاء بالعمل، وإقامة أهل الجنة الحجة على أهل النار، والحجاب بين أهل الجنة وأهل النار، ونداء أصحاب النار أصحاب الجنة، واعتراف أهل النار في الآخرة بصدق الرسل، وصفة أهل النار، وقيام الساعة، وكونها تأتي بغتة.
الخامس: أصول التشريع: ويتضمن هذا وجوب اتباع الدين على أنّه قربة