منها؟ وفي ذلك ترجيح الخشية على الرَّجاء، ورفض الاغترار بالأعمال الصالحة، فربما دخلها بعض المفسدات وصاحبها لا يشعر بها.
فصل في ذكر نبذة من الأحاديث الواردة في عمارة المساجد وبنائها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"من غدا إلى المسجد، أو راح .. أعدَّ الله له في الجنة نزلًا، كلما غدا أو راح" متفق عليه. والنزل: ما يهيأ للضيف عند نزوله بالقوم.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه لما بنى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولامه الناس .. قال: إنكم أكثرتم، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول:"من بنى لله مسجدًا يبتغي به وجه الله .. بنى الله له بيتًا في الجنة" متفق عليه. وأخرجه الترمذي وفي رواية:"بنى الله له في الجنة مثله".
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من بنى لله مسجدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا .. بنى الله له بيتًا في الجنة" أخرجه الترمذي.
وعن عمرو بن عبسة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من بنى لله مسجدًا ليُذكر الله فيه .. بنى الله له بيتًا في الجنة" أخرجه النسائي.
وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعًا:"مَنْ بنى لله مسجدًا، ولو كمفحص - الموضع الذي تفحص التراب عنه، وتكشفه لتبيض فيه - قطاةٍ لبيضها .. بنى الله له بيتًا في الجنة" أخرجه أحمد.
وروى الشيخان وأبو داود وابن ماجه: أنَّ امرأة كانت تقُمُّ المسجد - تَكْنِسُهُ - فماتت، فسأل عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له: ماتت، فقال:"أفلا كنتم آذنتموني بها لأصلي عليها، دلوني على قبرها" فأتى قبرها فصلى عليها.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد .. فاشهدوا له بالإيمان". وتلا:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ ...} الآية،