بواطنهم واعتقاداتهم، فحذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه، فصار بليغًا، أو هو مجاز عن خبث الباطن وفساد العقيدة، فيكون استعارة لذلك، كما في "الشهاب".
ومنها: المبالغة في قوله: {فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ}؛ لأنهم إنما نهوا عن الاقتراب للمبالغة في المنع من دخول الحرم، ونهي المشركين أن يقربوا راجع إلى نهي المسلمين عن تمكينهم من ذلك، اهـ "أبو السعود".
ومنها: الكناية في قوله: {عَنْ يَدٍ}؛ لأنه كناية عن الانقياد والاستسلام.
ومنها: الاستفهام التعجبي في قوله: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
ومنها: اللف والنشر المرتب في قوله: {أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ} لأن أحبارهم راجع لليهود، ورهبانهم راجع للنصارى.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله {أَرْبَابًا}؛ أي: كالأرباب في الطاعة والعبادة لهم جمع رب، وهو الإله؛ لأنه حذف فيه الأداة ووجه الشبه وهو الاتباع والطاعة لهم.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا} شبه تكذيبهم بآيات الله، بإخماد النار، فاستعار له اسم المشبه به ثم اشتق من الإطفاء، بمعنى التكذيب يطفئوا بمعنى: يكذبوا على طريقة الاستعارة التصريحية التبيعة.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {نور الله} حيث شبه شرائع الله سبحانه وتعالى التي منها ما خالفوه من أمر الحل والحرمة وحججه النيرة الدالة على وحدانيته بالنور الحسي، كالشمس بجامع الاهتداء في كل؛ لأنها يهتدى بها إلى الصواب والحق، كما يهتدى بالنور الحسي إلى المحسوسات.
ومنها: التهكم في قوله: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وفي قوله: {فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.