للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيما يأمرهم به وينهاهم عنه في السر والعلن.

والحاصل (١): أن الله سبحانه وتعالى وصف المؤمنين في هذه الآية بصفاتٍ خمسٍ، تفاد مثلها في المنافقين:

١ - أنهم يأمرون بالمعروف، والمنافقون يأمرون بالمنكر.

٢ - أنهم ينهون عن المنكر، والمنافقون ينهون عن المعروف، وهاتان الخصلتان سياج الفضائل، ومنع فشوِّ الرذائل.

٣ - أنهم يؤدون الصلاة على أقوم وجه وأكمله بخشوع وإخبات لله، وحضور القلب في مناجاته، والمنافقون إذا قاموا إلى الصلاة .. قاموا وهم كسالى، يراؤون الناس.

٤ - أنهم يعطون الزكاة المفروضة عليهم، وما وفقوا له من التطوع، والمنافقون يقبضون أيديهم، والمنافقون وإن كانوا يصلون لم يكونوا يقيمون الصلاة، وكانوا يزكون وينفقون، ولكن خوفًا أو رياءً لا طاعةً لله تعالى، كما قال سبحانه {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ...} الآية.

٥ - أنهم يستمرون على الطاعة، بترك ما نهوا عنه وفعل ما أمروا به، بقدر الطاقة وبضد ذلك المنافقون فإنهم فاسقون خارجون عن حظيرة الطاعة كما تقدم.

ثم ذكر ما يكون لهم من حسن العاقبة، وعظيم الجزاء على جميل أفعالهم فقال: {أُولَئِكَ} الموصفون بالصفات المذكورة من المؤمنين والمؤمنات {سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} سبحانه وتعالى؛ أي: يفيض عليهم آثار رحمته، ويتعهدهم برحمته في الدنيا والآخرة باستمرارهم على طاعته، وطاعة رسوله، ويقابل هذا نسيانه تعالى للمنافقين ولعنه إياهم.

وزيدت (٢) السين فيه للتأكيد والمبالغة؛ أي: للدلالة على تحقيق ذلك وتقرر


(١) المراغي.
(٢) الفتوحات.