للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠٦)}.

المناسبة

قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ ...} الآية، مناسبةُ هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (١) ذكر من يستحقون اللوم والمؤاخذة من المعذرين، ومن لا سبيل إلى مؤاخدتهم ولا حرج عليهم .. ذكر في هذه الآيات ما سيكون من أمر المنافقين الذين تخلفوا في المدينة وما حولها عن غزوة تبوك مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد عودتهم.

قوله تعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (٢) أنهم يصدر منهم الاعتذار .. أخبر أنهم سيؤكدون ذلك الاعتذار الكاذب بالحلف، وأن سبب الحلف هو طلبهم أن يعرضوا عنهم، فلا يلوموهم ولا يوبخوهم.

قوله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (٣) أحوال العرب مؤمنيهم ومنافقيهم .. بيَّن في هذه الآيات الثلاث أحوال الأعراب مؤمنيهم ومنافقيهم كذلك.

قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر فضائل الأعراب الذين يتخذون ما ينفقون قربات .. أردف ذلك بذكر منازل أعلى من منازلهم، وهي منازل السابقين من المهاجرين والأنصار، ثم ذكر بعدهم حال طائفة من المنافقين هي شر الجميع، مرنت على النفاق، وحذقت فنونه، وحال طائفة أخرى بين المنزلتين خلطت سيء العمل بأحسنه، وهؤلاء يرجى لهم التوبة والغفران من ربهم.

قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ...} الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (٤) شرح أحوال منافقي المدينة ثم أحوال


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.
(٤) البحر المحيط.