جزائهم على أعمالهم الجليلة، في غير الجهاد بالمال والنفس، بأن تكون النفقة الصغيرة فيه كالنفقة الكبيرة في غيره من أنواع المبرات، والمشقة القليلة فيه كالمشقة الكبيرة فيما عداه من الأعمال الصالحة.
فصل في ذكر الأحاديث المناسبة للآية
عن سهل بن سعد الساعدي، أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال:"رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها"، وفي رواية "وما فيها" متفق عليه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، "تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادًا في سبيل الله، وإيمانًا بي وتصديقًا برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلًا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمَّد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون دم وريحه ريح مسك، والذي نفس محمَّد بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمَّد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل". متفق عليه، هذا لفظ مسلم وللبخاري بمعناه.
وعن أبي سعيد الخدري، قال: أتى رجل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أي الناس أفضل؟ قال:"مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله"، قال: ثم من؟ قال:"ثم رجل في شعب من الشعاب يعبد الله". متفق عليه. وفي رواية" "يتقي الله ويدع الناس من شره".
وعن أبي هريرة، أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديق بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة يعني حسنات" أخرجه البخاري.
وعن ابن عباس، أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما اغبرت قدما عبد في سبيل