والانهماك في الشرك والمعاصي. وعبارة المراغي؛ أي: مثل هذا الطريق من معرفة الله، والإخلاص في دعائه وحده في الشدة ونسيانه والكفر به، بعد كشفها زين للمشركين، من طغاة مكة وغيرهم ما كانوا يعملون من أعمال الشرك، حتى بلغ من عنادهم للرسول، - صلى الله عليه وسلم -، واستهزائهم بما أنذرهم من عذاب، أن استعجلوه به، فقالوا: اللهم ربنا أمطر علينا حجارة من السماء انتهت.
{الر}: ليس بمعرب ولا مبني، فلا محل له من الإعراب، إن قلنا: إنه مما استأثر الله تعالى بعلمه؛ لأن الإعراب فرع عن إدراك المعنى، وإن قلنا: إنه علم للسورة .. فتجري فيه الأوجه الخمسة، أو السبعة التي تجري، في أسماء التراجم، ولكن إعرابه لا يظهر لتعذره بسكون الوقف. {تِلْكَ}: مبتدأ {آيَاتُ الْكِتَابِ}: خبر ومضاف إليه. {الْحَكِيمِ} صفة للكتاب والجملة مستأنفة استئنافًا نحويًّا. {أَكَانَ} الهمزة: للاستفهام الإنكاري {كَانَ}: فعل ماضٍ ناقص. {لِلنَّاسِ}: متعلق بـ {عَجَبًا} أو حال منه؛ لأن التقدير: أكان عجبًا للناس، أو متعلق بـ {كَانَ} كما ذكره: أبو البقاء. {عَجَبًا} خبر {كَانَ} مقدم على اسمه {أَنْ أَوْحَيْنَا} ناصب وفعل وفاعل {إِلَى رَجُلٍ}: متعلق به {مِنْهُمْ} صفة لرجل، والجملة الفعلية في تأويل مصدر مرفوع على كونه اسم {كَانَ} مؤخرًا، تقديره: أكان إيحاؤنا إلى رجل منهم عجبًا للناس، وجملة {كَانَ} جملة إنشائية مستأنفة، لا محل لها من الإعراب. {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ}: {أَنْ} مصدرية، أو مفسرة بمعنى: أي {أَنْذِرِ النَّاسَ}: فعل أمر، ومفعول في محل النصب بـ {أَنْ} المصدرية، وفاعله ضمير يعود على {رَجُلٍ}، والجملة في تأويل مصدر منصوب بـ {أَوْحَيْنَا} تقديره: أن أوحينا إلى رجل منهم إنذار الناس، أو الجملة مفسرة {لأوحينا} لا محل لها من الإعراب، {وَبَشِّرِ الَّذِينَ} فعل ومفعول، معطوف على {أَنْ أَنْذِرِ}