للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غيره. {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} والإنذار: الإخبار بما فيه تخويف {وَبَشِّرِ} التبشير: الإعلام المقترن بالبشارة بحسن الجزاء {قَدَمَ صِدْقٍ} والصدق (١): يكون في الأقوال، ويستعمل في الأفعال، فيقال: صدق في القتال، إذا وفاه حقه، وكذب فيه إذا لم يفعل ذلك، ويطلق على الإيمان والوفاء وسائر الفضائل، وجاء في التنزيل {مَقْعَدِ صِدْقٍ} و {مُدْخَلَ صِدْقٍ} و {مُخْرَجَ صِدْقٍ} و {قَدَمَ صِدْقٍ} ويراد بالقدم هنا: السابقة والتقدم، والمنزلة الرفيعة. قال (٢) الليث وأبو الهيثم: القدم: السابقة. قال ذو الرمة:

وَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ بَيتِ دُؤَابَةٍ ... لَهُمْ قَدَمٌ مَعْرُوْفَةٌ وَمَفَاخِرُ

وقال أبو عبيدة والكسائي: كل سابق في خير أو شر، فهو قدم. وقال الأخفش: سابقة إخلاص، كما في قول حسان:

لَنَا الْقَدَمُ اَلْعُلْيَا إِلَيْكَ وَخَلْفَنَا ... لأوَّلِنَا في طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ

وقال أحمد بن يحيى: كل ما قدمت من خير. وقال ابن الأنباري: العمل الذي يتقدم فيه، ولا يقع فيه تأخير ولا إبطاء. {لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}؛ أي: يؤثر في القلوب، ويجذب النفوس فهو جار مجرى السحر. {مُبِينٌ}؛ أي: ظاهر واضح {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} العرش: مركز التدبير، ولا نعلم كنهه ولا صفته {يُدَبِّرُ الْأَمْر} والتدبير: النظر في أدبار الأمور وعواقبها لتقع على الوجه المحمود، وتدبير الأمر أو القول هو التفكر فيما وراءه، وما يراد منه وينتهي إليه {بِالْقِسْطِ} والقسط: العدل {مِنْ حَمِيمٍ} والحميم: الماء الشديد الحرارة.

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} والشمس: كوكب نهاري يزيل ظهوره ظلمة الليل، ولها السلطنة على سائر الكواكب. والقمر: كوكب ليلي له السلطنة على سائر النجوم. والضوء: ما كان من ذاته. والنور: ما كان مكتسبًا من غيره كما مر. والضياء: يحتمل كونه مصدرًا، وكونه جمع ضوء، كسوط وسياط {مَنَازِلَ}: جمع منزل، وهو اسم لمكان النزول {لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا}


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.