ومنها: المجاز المرسل في قوله: {بِأَعْيُنِنَا}؛ لأنَّ المراد به بحراستنا، وحفظنا ففيه إطلاق السبب الذي هو الأعين، وإرادةُ المسبب الذي هو الحراسةُ والحفظ لأنَّ الأعين آلة للحراسة مبالغةً في الحفظ.
ومنها: حكاية الحال الماضية لاستحضار الصورة في قوله: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ} فالمضارع بمعنى الماضي، أي وصَنَعَها.
ومنها: المشاكلة في قوله: {فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ} إذ السخرية لا تليق بمقام الأنبياء، وقيل: لجزائهم من جنس صنيعهم، فلا يَقْبُحُ كما في "الشهاب".
ومنها: الطباق بين الأرض والسماء، والجناس الناقص بين {ابْلَعِي} و {أَقْلِعِي} في قوله: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} وكلاهما من المحسنات البديعية.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {ابْلَعِي} شبَّهَ تغويرَ الماء وشُرْبَه في بطنها ببلع الحيوان؛ أي: إزدراده لطعامه وشرابه في جوفه بجامع الوصول إلى الجوف في كلٍّ، فاشتق منه ابلعي بمعنى غوري على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، واستُعير البلع الذي هو من فعلِ الحيوانَ للنَّشَفِ دلالةً على أنَّ ذلك ليس كالنَّشَفِ المعتاد الكائن على سبيل التدريج.
ومنها: التفخيم في قوله: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} عَبَّر عن الغرق بأمر الله تفخيمًا لشأنه وتهويلًا لأمره.
ومنها: الإبهام ثُمَّ التفسيرُ في قوله: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ}؛ أي: إلا الراحمَ، وهو الله تعالى تفخيمًا لشأنه الجليل بالإبهام ثمّ التفسير، وبالإجمال ثُمَّ التفصيل، وإشعارًا بعلية رحمته في ذلك بموجب سبقها على غضبه.
ومنها: حكاية الحال الماضية استحضارًا لصورتها، في قوله:{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}، وحقُّ العبارة أن يقال، وهي جَرَت بهم.
ومنها: التشبيهُ في قوله: {فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} شبَّه كلَّ موجة من ذلك بالجبل في عِظَمِها وارْتِفاعِها على الماء وتراكمها.