للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النار، وهو فعيل بمعنى مفعول كما مر. {لَا تَصِلُ إِلَيْهِ} لا تمتد للتناول. {نَكِرَهُمْ}، وفي "المختار" نكره بالكسر نكرًا بضم النون، وأنكره واستنكره كله بمعنى، اهـ. ويقال: نكرته، وأنكرته، واستنكرته إذا وجدتَه على غير ما تعهَد، ومنه قول الشاعر:

فَأنْكَرَتْنِي ومَا كَانَ الَّذِيْ نَكرَتْ ... مِنَ الْحَوَادِثِ إِلَّا الشَّيْبَ وَالصَّلَعَا

فجمع بين اللغتين، ومما جمع فيه بين اللغتين قول الشاعر:

إِذَا أَنْكَرَتْنِيْ بَلْدَةٌ أَوْ نَكَرْتُهَا ... خَرَجْتُ مَعَ الْبَازِيْ عَلَيَّ سَوَادُ

وقيل: يقال: أنكرت لما تراه بعينك، ونَكِرْتَ لما تراه بقلبك. قيل: وإنما استنكر منهم ذلك؛ لأنَّ عادتهم أن الضيف إذا نزل بهم، ولم يأكل من طعامهم ظنوا أنه قد جاء بِشَر. {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} وأوجس القلبُ فَزَعًا إذا أحسَّ به. وفي "البيضاوي": الإيجاسُ: الإدراك. وقيل: الإضمار، اهـ. وفي "السمين": الإيجاس: حديث النفس، وأصله: من الدخول، كأنه دَاخله، والوجيس ما يَعْترِي النفسَ أوانَ الفزع، ووَجَسَ في نفسه كذا، أي: خَطَرَ بها يَجِسُ وَجْسًا، ووجُوسًا ووَجِيسًا، اهـ.

{فَضَحِكَتْ} أصل الضحك: انبساط الوجه مِن سرُورَ يحصل للنفس، ولظُهُور الأسنان عنده سميت مقدمات الأسنان الضواحك، ويستعمل في السُّرور المجرد، وفي التعجب المجرد أيضًا. ثُم للعلماء في تفسير هذا الضحك قولان: أحدهما: أنه الضحك المعروف، وعليه أكثر المفسرين. والقول الثاني: أنه بمعنى حاضت في الوقت، كما قاله مجاهد، وعكرمة، وأنكر بعض أهل اللغة ذلك. قال الراغب: وقول مَنْ قال: حاضت، فليس ذلك تفسيرًا لقوله: فضحكت، كما تصوره بعض المفسرين، اهـ "خازن" بتصرف. {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ} الوَراءُ فعالٌ، ولامه همزة عند سيبويه، وأبي علي الفارسي، وياء عند العامة، وهو من ظروف المكان بمعنى خلف، وقدام، فهو من الأضداد، وقد يستعار للزمان كما في هذا المكان، اهـ "روح المعاني". {يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ} أصلها: يا ويلى وهي كلمة تُقَال حين يَفْجَأُ الإنسان أمر مهم من بلية، أو فَجِيعَة، أو فضيحة على جهة التعجب منه، أَو