للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١ - أنها امرأة العزيز الأكبر في الدولة، ولها المنزلة السَّامِيةُ بين نساء العظماء.

٢ - أن الذي تراوده عن نفسه هو فتاها ورقيقها.

٣ - أنها قد بَلَغَ بها الأمر أنْ جادَتْ بعفتها، فكانت هي المراوِدة، والطالبةُ لا المراوَدةَ المطلوبة.

٤ - أنها وقد شاع ذكرا في المدينة، لم ينثن عزمها عمَّا تريد بل لا تزال مجدَّةً في نيل مرغوبها، والحصول على مطلوبها كما يفيد ذلك قولن: {تُرَاوِدُ} وهو فعل يدل على الاستمرار في الطلب.

ثم أكدن هذا الإنكارَ بقولهن: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}؛ أي: قد شَقَّ (١) فتاها شِغَاف قلبها من جهة الحب، والشغاف: جلدة محيطة بالقلب، يقال لها غلاف القلب.

والمعنى (٢): أنَّ حبه دَخَلَ الجلدةَ حتى أصاب القلبَ، وقيل: إن حُبَّه قد أحاط بقلبها، كإحاطة الشغاف بالقلب.

وقال الكلبي: حَجَبَ حبه قَلْبَها حتى لا تَعْقِلَ شيئًا سواه.

والمعنى: أي قد شَقَّ حبه شغاف قلبها؛ أي: غِلافَهُ المحيط به، وغاصَ في سويدَائِه فَمَلَكَ عليها أمرها، فلا تبالي بما يكون من عاقبة تهتكها, ولا بما يصيرُ إليه حالها. وقرأ (٣) ثابت البناني: {شغِفها} بكسر الغين المعجمة، والجمهور بفتحها. وقرأ الحسن: {قد شغُفها} بضم الغين المعجمة كما ذكره الشوكاني. وقرأ علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وابنه محمَّد بن علي، وابنه جعفر بن محمَّد، والشعبي، وعوف الأعرابي بفتح العين المهملة، وكذلك قتادةُ، وابن هرمز، ومجاهد، وحميد، والزهرى بخلاف عنهم.


(١) المراح.
(٢) الخازن.
(٣) البحر المحيط.