{وَلَوْ حَرَصْتَ} وفي "المصباح": حرص عليه حرصًا - من باب ضرب - إذا اجتهد، والاسم الحِرص - بكسر الحاء - وحرص على الدنيا من باب ضرب أيضًا، وحَرِص حرصًا - من باب تعب لغة -، إذا رغب رغبة مذمومة. اهـ.
{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ} و {كَأَيِّنْ} هنا بمعنى كم الخبرية التي بمعنى عدد كثير وإن وردت للاستفهام، والآية هنا بمعنى الدليل الذي يرشد إلى وجود الصانع ووحدته، وكمال علمه وقدرته.
{يَمُرُّونَ عَلَيْهَا}؛ أي: يشاهدونها ولا يعبئون بها. {مُعْرِضُونَ}؛ أي: لا يعتبرون بها. {غَاشِيَةٌ} والغاشية: العقوبة تغشاهم وتعمهم {بَغْتَةً} فجأة {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا} البصيرة: الحجة الواضحة، وقيل: هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل. اهـ. "خازن". {وَظَنُّوا} الظن هنا: إما بمعنى اليقين، وإما معنى الحسبان والتقدير. {بَأْسُنَا} والبأس العقاب.
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} والقَصَص - بفتح القاف -: مصدر قَصَّ إذا تتبع الأثر والخبر، والمراد هنا المقصوص المحكي بدليل القراءة الشاذة:{قِصصهم} - بكسر القاف - كما في "الجمل".
{عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} المراد بالعبرة: التأمل والتفكر. وفي "الخازن": معنى الاعتبار والعبرة: الحالة التي يتوصل بها الإنسان من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد، والمراد منه التأمل والتفكر.
{لِأُولِي الْأَلْبَابِ} والألباب: العقول واحدها لبّ، وسمي بذلك؛ لكونه خالص ما في الإنسان من قواه. وقال الشوكاني: والعبرة: الفكرة والبصيرة المخلصة من الجهل والحيرة، وقيل: هي نوع من الاعتبار، وهي العبور من الطريق المعلوم إلى الطريق المجهول، وأولوا الألباب: هم ذووا العقول السليمة