{لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} والميعاد: مصدر ميمي بمعنى الوعد، كالميلاد بمعنى الولادة، والميثاق بمعنى التوثقة كما مر.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التأكيد في قوله: {وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ}؛ لأن عطفه على ما قبله من قبيل التوكيد، كما في "الجمل"؛ لأن عدم النقض يستلزمه الوفاء.
ومنها: الطباق بين {سِرًّا}{وَعَلَانِيَةً}، وبين {الْحَسَنَةِ} و {السَّيِّئَةَ}، وبين {يَبْسُطُ} و {وَيَقْدِرُ}، وبين {يُضِلُّ} و {وَيَهْدِي} للتضاد بين كل من اللفظين منها، وبين {الدُّنْيَا} و {الْآخِرَةِ} أيضًا.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {إِلَّا مَتَاعُ} لحذف الأداة ووجه الشبه فيه؛ أي: إلا مثل المتاع الذي يستمتع به الإنسان في الحاجات المؤقتة في سرعة الزوال.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}؛ لأن حق العبارة ألا به تطمئن، وفيه أيضًا التكرار.
ومنها: الحصر في قوله: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وفي قوله: {إِلَّا مَتَاعُ}.
ومنها: التحضيض في قوله: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}.
ومنها: التعبير بالمضارع في قوله: {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ} إفادة للتجدد والاستمرار؛ لأن الطمأنينة تتجدد بعد الإيمان حينًا بعد حين. اهـ. "شهاب". وفي الكرخي المضارع قد لا يلاحظ فيه زمان معين من حال أو استقبال، فيدل إذ ذاك على الاستمرار، ومنه الآية. اهـ.