{مِنْ وَاقٍ}؛ أي: حافظ ومانع حتى لا يعذبوا. {وَاقٍ}: اسم فاعل من وقى يقي فهو واق بوزن قاض، أصله: واقي استثقلت الحركة على الياء، ثم حذفت فالتقى ساكنان وهما الياء والتنونين، ثم حذفت الياء لبقاء دالها، فصار واقٍ، فإعراب واق إعراب منقوص، فهو بحركة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} المثل: الصفة والنعت. قال ابن قتيبة: المثل الشبه في أصل اللغة، ثم قد يصير بمعنى صورة الشيء وصفته، يقال: مثلت لك كذا؛ أي: صورته ووصفته، فأراد هنا بمثل الجنة صورتها وصفتها. اهـ. "الشوكاني".
{أُكُلُهَا} والأكل - بضمتين - ما يؤكل من طعامها. {دَائِمٌ}؛ أي: لا ينقطع ولا يمنع منه بخلاف ثمر الدنيا، والمراد بدوام الأكل: الدوام بالنوع لا الدوام بالجزء والشخص، فإنه إذا فنى منه شيء جيء ببدله، وهذا لا ينافي الهلاك لحظة، كما قال تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} على أن دوامه مضاف إلى ما بعد دخول الجنة كما يقتضيه سوق الكلام عند هلاك كل شيء قبل الدخول لا ينافي وجوده وبقاءه بعده.
{وَظِلُّهَا} دائم، والظل: واحد الظلال، والظلول والأظلال.
{وَمِنَ الْأَحْزَابِ} والأحزاب واحدهم حزب: وهو الطائفة المتحزبة؛ أي: المجتمعة لشأن من الشؤون كحرب أو عداوة أو نحو ذلك. والمآب: المرجع. الواقي: الحافظ.
{لِكُلِّ أَجَلٍ} والأجل: الوقت والمدة. {كِتَابٌ} والكتاب: الحكم المعين الذي يكتب على العباد بحسب ما تقتضيه الحكمة، والمراد بالأجل: أزمنة الموجودات، فلكل موجود زمان يوجد فيه محدود ولا يزاد عليه ولا ينقص، والمراد بالكتاب: صحف الملائكة التي تنسخها من اللوح المحفوظ. والمحو: