للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنه تعالى لما بيَّن (١) سخف أقوال أهل الشرك .. أردف ذلك بذكر قبائح أفعالهم التي تمجها الأذواق السليمة.

قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها (٢): أن الله سبحانه وتعالى لما حكى عن الكفار عظيم ما ارتكبوه من الكفر، ونسبة التوالد له .. بيّن تعالى أنه يُمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة إظهارًا لفضله ورحمته.

وعبارة "المراغي": مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنه سبحانه وتعالى لما حكى (٣) عن المشركين عظيم كفرهم وقبيح أفعالهم .. بين هنا حلمه بخلقه مع ظلمهم، وأنه يمهلهم بالعقوبة إظهارًا لفضله ورحمته، ولو أخذهم بما كسبت أيديهم ما ترك على ظهر الأرض دابة، أما الظالم فبظلمه، وأما غيره فبشؤمه كما قال سبحانه: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} لكنه سبحانه يحلم ويستر وينظر إلى أجل مسمى، ثم سلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما كان يناله من أذى عشيرته بأن قومه ليسوا ببدع في الأمم، فقد أرسلنا رسلًا إلى أمم من قبلك فكذبوهم، ذلك بهم أسوة، فلا يحزننك تكذيبهم، ولا تبخع نفسك عليهم أسى وحسرة.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ ...} الآية، سبب نزولها (٤): ما أخرجه ابن جرير عن داود بن أبي هند قال: نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} إلى قوله: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} في أبي جندل بن سهيل.

وقال ابن الجوزي (٥): قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ} اختلفوا فيمن نزلت فيه على ثلاثة أقوال:


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.
(٤) لباب النقول.
(٥) زاد المسير.