الرحم .. كان الولد أنثى تامًّا في الأنوثة، وإن انصب إلى الخصية اليمنى، ثم انصب منها إلى الجانب الأيسر من الرحم .. كان الولد ذكرًا في طبيعة الإناث، وإن انصبَّ إلى الخصية اليسرى، ثم انصب منها إلى الجانب الأيمن من الرحم .. كان الولد أنثى في طبيعة الذكور والله أعلم.
{وَجَعَلَ لَكُمْ} سبحانه وتعالى {مِنْ أَزْوَاجِكُمْ}؛ أي: من نسائكم وزوجاتكم؛ أي: جعل لكم منكم من زوجه لا من زوج غيره {بَنِينَ} وبنات، ولم يذكر (١) البنات لكراهتهم لهن، فلم يمتن عليهم إلا بما يحبونه، {وَحَفَدَةً} جمع حافد وحفيد، والحفيد ولد الابن ذكرًا كان أو أنثى، وولد البنت كذلك، وتخصيصه بولد الذكر، وتخصيص ولد الأنثى بالسبط، عرف طارىءٌ على أصل اللغة، والمعنى؛ أي: جعل لكم من زوجاتكم بنين وحفدة؛ أي: أولاد البنين ذكروًا كانوا أو إناثًا، وأولاد البنات كذلك، فيعم كل من المضاف والمضاف إليه لما هو معلوم أنَّ لفظ الولد يعم الذكر والأنثى، بخلاف لفظ الابن اهـ. شيخنا، وسيأتي البسط في معنى الحفيد في مباحث التصريف.
والمعنى: أي والله سبحانه جعل لكم أزواجًا من جنسكم تأنسون بهن، وتقوم بهن جميع مصالحكم، وعليهن تدبير معايشكم، وجعل لكم منهن بنين وحفدةً؛ أي: أولاد أولاد يكونون زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وبهم التفاخر والتناصر والمساعدة لدى البأساء والضراء، {وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}؛ أي: من لذيذ المطاعم والمشارب، وجميل الملابس والمساكن ما تنتفعون به إلى أقصى الحدود وأبعد الغايات، كالعسل ونحوه، و {مِن} للتبعيض، لأن كل الطيبات في الجنة، وما طيبات الدنيا إلا أنموذج منها.
والهمزة في قوله:{أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} للاستفهام التوبيخي المضمن للإنكار، داخلة على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: أيكفرون باللهِ الذي شأنه ذلك المذكور، فيؤمنون بالباطل حيث حرموا على أنفسهم طيبات