بالواو، وفيه لغة أخرى: أكد يؤكد بالهمزة، ومعناه التقوية، وهذا كقولهم: ورخت الكتاب وأرخته، وليست الهمزة بدلًا من واو كما زعم أبو إسحاق، لأن الاستعمالين في المادتين متساويان، فليس ادعاء كون أحدهما أصلًا أولى من الآخر، وتبع مكيُّ الزجاج في ذلك ثم قال: ولا يحسن أن يقال الواو بدل من الهمزة، كما لا يحسن أن يقال في أحد إنَّ أصله وحدٌ، فالهمزة بدل من الواو، يعني أنه لا قائل بذلك، وتبعه الزمخشري أيضًا، وتوكيدها مصدر مضاف لمفعوله اهـ "سمين"؛ أي: بعد توكيدكم لها.
{كَفِيلًا}؛ أي: شاهدًا ورقيبًا، و {الغزل} ما غزل من صوف وقطن ونحوهما، {مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ} القوة هنا الإبرام والإحكام، {أَنْكَاثًا} والأنكاث جمع نكث بكسر النون، كأحمال وحمل، وهو ما ينكث فتله وينقض بعد غزله، وفي "المصباح": نكث الرجل العهد نكثًا - من باب قتل نقضه ونبذه - فانتكث مثل نقضه فانتقض، ونكث الكساء وغيره نقضه أيضًا، والنكث بالكسر ما نقض ليغزل ثانيًا، والجمع أنكاث مثل حمل وأحمال اهـ.
{دَخَلًا} والدَّخل بفتحتين المكر والخديعة والفساد، وقال أبو عبيدة: كل أمر لم يكن صحيحًا فهو دخل، والدخل ما يدخل في الشيء وليس منه، وأصل الدخل العيب. والعيب ليس من الشيء الذي يدخل فيه اهـ شيخنا، ويراد به هنا أن يظهر المرء الوفاء بالعهد ويبطن النقض.
{أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى}؛ أي: أكثر وأوفر عدادا وعددًا، {فَتَزِلَّ قَدَمٌ} زلَّة القدم بعد ثبوتها: مثلٌ يقال لمن وقع في محنة بعد نعمة، وبلاءٍ بعد عافية، {بِمَا صَدَدْتُمْ} إما من صدَّ اللازم؛ أي: بامتناعكم منها، أو من صَدْ المتعدي؛ أي: بمنعكم غيركم، وفي "المصباح": صددته عن كذا صدًّا، من باب قتل، منعته وصرفته، وصددت عنه أعرضت، وصد من كذا يصد من باب ضرب وضحك اهـ.