قوله تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لمَّا ذكر تعنُّت اليهود، وعدم انقيادهم لأمر الله تعالى ومجادلتهم للأنبياء .. أردف ذلك بذكر بعض قبائحهم التي ارتكبوها، كتحريف كلام الله تعالى، وادعائهم بأنّهم أحباب الله، وأنّ النار لن تمسَّهم إلّا أيّامًا معدودةً، وبدأ ذلك بتيئيس المؤمنين من إيمانهم؛ لأنّهم فُطِروا على الضلال، وجُبِلوا على العناد.
قال أبو حيان: قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ...} الآية، مناسبة ارتباط هذه الآية لما قبلها: أنَّ الله تعالى لمَّا بيَّن أمر الفرقة الضالّة التي حرَّفت كتاب الله، وهم قد عقلوه وعلموا بسوء مرتكبهم، ثُمَّ بيَّن أمر الفرقة الثانية المنافقين، وأمر الثالثة المجادلة .. أخذ يُبيِّن أمر الفرقة الرابعة، وهي العامَّة وهي التي طريقها التقليد وقبول ما يقال لهم، قال أبو العالية، ومجاهد، وغيرهما: ومن هؤلاء