والشعبيُّ، وقيل: المراد بهم الأتباع من الشياطين. قال أبو نصر القشيري، وبالجملة: فإن الله تعالى أخبر بأن لإبليس أتباعًا، وذرية، وأنهم يوسوسون إلى بني آدم، وهم أعداؤهم، ولم يثبت عندنا علم بكيفيّة التوالد منهم، وحدوث الذرية من إبليس، فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح اهـ. {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} والعدو اسم جنس يطلق على الواحد، والكثير، كما قال {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ (٧٧)}، وقال:{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}{عَضُدًا}، والعضد: أصله ما بين المرفق إلى الكتف، ويستعمل بمعنى المعين كاليد، ونحوها، وهو المراد هنا، وفي «السمين»: والعضد من الإنسان، وغيره معروف، ويعبر به عن المعين، والناصر، يقال: فلان عضدي، ومنه {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}؛ أي: سنقوي نصرتك ومعونتك اهـ.
{فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}، أي: فلم يجيبوا لهم فالسين والتاء زائدتان {مَوْبِقًا} الموبق مكان الوبوق؛ أي: الهلاك، وهو النار وفي «القاموس»: وبق كوعد ووجل، وورث وبوقا، وموبقًا هلك، وكمجلس المهلك والموعد، والمحبس واد في جهنم، وكل شيء حال بين شيئين، وأوبقه حبسه أو أهلكه وأوبقته ذنوبه: أهلكته اهـ. وفي أبي السعود:{وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ}، أي: بين الداعين والمدعوين {مَوْبِقًا} اسم مكان، أو مصدر من وبق وبوقًا كوثب وثوبًا أو وبق وبقا كفرح فرحًا، إذا هلك؛ أي: مهلكًا يشتركون فيه وهو النار {مَصْرِفًا} أي: مكانًا ينصرفون إليه. وفي «السمين» والمصرف يجوز أن يكون اسم مكانٍ أو زمان، وقال أبو البقاء:{مَصْرِفًا} أي: انصرافًا، ويجوز أن يكون مكانًا اهـ. {جَدَلًا}؛ أي: خصومة في الباطل قال الفرزدق:
ما أنت بالحكم التُّرضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل
{سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} الإهلاك بعذاب الاستئصال، {قُبُلًا} والقبل، بضمتين الأنواع والألوان واحدها قبيل كسبل وسبيل وفي «القاموس»: رأيته قبلا (بضمتين) وقَبْلا (بفتح فسكون) وقَبَلا (بفتحتين) وقِبَلًا (بكسر ففتح) وقُبَيلًا (بضم ففتح) وقبيلًا؛ أي: عيانًا، ومقابلةً، وقال الفراء: إن قبلا جمع قبيل؛ أي: متفرقا يتلو