لئلا يعد ما ليس بمستيقن من الوفاء به، وما أجملها حكمةً تكون درسًا، لمن يكيلون الوعود جزافًا ولا يفكرون في الوفاء بها.
ومنها: المبالغة في قوله: {هُدًى} حيث أطلق المصدر، وأراد اسم الفاعل؛ أي: هاديًا.
ومنها: التهويل والتعظيم في قوله: {أَكَادُ أُخْفِيهَا}.
ومنها: التأكيد بدلالة إنّ، واسمية الجملة فقط في قوله:{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ} هنا وفي سورة الحج بحذف لام التأكيد، وأثبتها في سورة غافر حيث قال:{إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ} لأنها إنما تزاد لتأكيد الخبر، وتأكيده: إنما يحتاج إليه إذا كان المخبر به شاكًا في الخبر، والمخاطبون في غافرهم: الكفار، فأكدها باللام بخلاف تينك.
ومنها: الإطناب في قوله: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} وكان يكفي أن يقول: هي عصاي، ولكنه توسع في الجواب تلذذاً بالخطاب.
ومنها: الإجمال في قوله: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} بعد التفصيل.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} أصل الجناح: للطائر، ثم استُعير لجنب الإنسان؛ لأن كل جنب للإنسان في موضع الجناح للطائر، فسميت الجهتان جناحين بطريق الاستعارة.
ومنها: الاحتراس في قوله: {بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} وهو عند علماء البيان: أن يؤتى بشيء يرفع توهم غير المراد، وذلك أن البياض قد يراد به البرص والبهق، فلو اقتصر على قوله:{بَيْضَاءَ} لأوهم أن ذلك من برص أو بهق، ولذلك احترس بقوله:{مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} فالعين هنا: بمعنى الرعاية، مجازًا مرسلًا، من إطلاق السبب وهو العين؛ أي: نظرها على المسبب، وهو الحفظ والرعاية، وفيه أيضًا الاستعارة التمثيلية: شبه شدة الرعاية