للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والرابع والخامس: عيد أهل المدينة في الجاهلية، وذلك يومان في السنة، فأبدلها الله تعالى في الإِسلام يومي: الفطر والأضحى، وقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ} في محله وجهان (١):

أحدهما: الجر عطفًا على {الزِّينَةِ}؛ أي: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} {و} يوم {أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ}؛ أي: ويوم حشر الناس واجتماعهم.

الثاني: الرفع عطفًا على {يَوْمُ} والتقدير: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} {و} موعدكم {أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ}؛ أي: حشرهم. اهـ "سمين" والحشر: إخراج الجماعة عن مقارهم، وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها, ولا يقال إلا في الجماعة، وقوله: {ضُحًى}؛ أي: ضُحى ذلك اليوم، فصب على الظرف؛ أي: وأن يُجمع الناس في وقت الضحى من ذلك اليوم، ليكون أبعد من الريبة، والضحى: عبارة عن ارتفاع الشمس، وفي "بحر العلوم": الضحى: صدر النهار حين ترتفع الشمس وتلقي شعاعها، وقال الإِمام الراغب: الضحى: انبساط النهار وامتداده، سمي الوقت به، وقال الجوهري: ضحوة النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضحى، وهو: حين تشرق الشمس. اهـ. وخص (٢) الضحى لأنه أول النهار، فإذا امتد الأمر بينهما كان في النهار متسع.

والمراد بالناس: أهل مصر، والمعني: يحشرون إلى العيد وقت الضحى، وينظرون أمر موسى وفرعون، قال الفراء: المعنى: إذا رأيت الناس يحشرون من كل ناحية ضحى .. فذلك الموعد، قال: وجرى عادتهم بحشر الناس في ذلك اليوم.

قال في "هزام السقط" (٣): أول اليوم الفجر، ثم الصباح، ثم الغداة، ثم البكرة، ثم الضحى، ثم الضحوة، ثم الهجيرة، ثم الظهيرة، ثم الرواح، ثم المساء، ثم العصر، ثم الأصيل، ثم العشاء الأولى، ثم العشاء الأخيرة عن


(١) الفتوحات.
(٢) الشوكاني.
(٣) روح البيان.