للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعهدك، توجب مرضاتك، وهذا (١) دليل على جواز الاجتهاد. ومعنى {عجلت إليك}: عجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه، لترضى عني، يقال: رجل عجل وعجول وعجلان: بَيِّنُ العجلة، والعجلة: خلاف البطء.

قال أبو حاتم (٢): قال عيسى بن عمر: بنو تميم يقولون {أولا} مقصورةً وأهل الحجاز يقولون {أولاء} ممدودةً.

وقرأ الحسن وابن معاذ عن أبيه (٣): {أولائي} بياءٍ مكسورةٍ، وابن وثاب، وعيسى في رواية: {أولا} بالقصر وقرأت فرقة: {أولاي} بياء مفتوحة، وقرأ عيسى، ويعقوب، وعبد الوارث عن أبي عمرو، وزيد بن علي {على إثري} بكسر الهمزة وسكون الثاء، وحكى الكسائي {أثري} بضم الهمزة وسكون الثاء، وتروى عن عيسى، وقرأ الجمهور {أُولَاءِ} بالمد والهمز {عَلَى أَثَرِي} بفتح الهمز والثاء.

والمعنى: أي (٤) قال موسى مجيبًا ربه: هم أولاء بالقرب منى آتون على أثري، وما تقدمتهم إلا بخطًا يسيرةٍ لا يعتد بها, وليس بيني وبينهم إلا مسافة قريبة، يتقدم بها بعض الرفقة على بعض، وعجلت إلى موعدك رب لتزداد عني رضًا بالمسارعة إلى امتثال أمرك، والوفاء بعهدك.

وخلاصة معذرته (٥): إني اجتهدت أن أتقدم قومي بخطا يسيرة، ظنًا منى أن مثل ذلك لا ينكر، فأخطات في اجتهادي، وقد حملني على ذلك طلب الزيادة في مرضاتك، وكأنه - عليه السلام - يقول: إنما أغفلت هذا الأمر مبادرةً إلى رضاك، ومسارعةً إلى الميعاد، والموعود بما يسر يود لو ركب أجنحة الطير، ليحظى بما يبتغي ويريد.


(١) النسفي.
(٢) الشوكاني.
(٣) البحر المحيط.
(٤) المراغي.
(٥) المراغي.