القوم: استولى عليهم، وملك على فلان أمره: استولى عليه، وملك على نفسه: قدر على حبسها، وملك المرأة تزوجها. انتهى.
{أَوْزَارًا}؛ أي: أثقالاً، وأرادوا بها حلي القبط التي استعاروها منهم، وأرادوا بالأوزار، أنها آثام وتبعات؛ لأنهم استعاروها منهم، وليس لهم فيها حق {خُوَارٌ} بضم الخاء: صوت البقر والعجاجيل {جَسَدًا} وفي "المصباح": الجسد جمع أجساد، وهو الجثة، وعبَّر عنه بالجسد مع أنه لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل، وهو الإنس والجن والملائكة، تشبيهًا له بالعاقل، كأنه غاير البقر، ولا يقال الغير الحيوان العاقل: جسد إلا للزعفران، فيقال له: جساد بفتح الجيم، وإلا للدم إذا يبس فيقال له جاسد أيضًا.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستعارة المكنية التبعية في قوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وتقريرها: أنه شبه استعلاء المصلوب على الجذوع، بظرفية المقبور في قبره، ثم استُعمل في المشبه {فِي} الموضوعة للمشبه به, أعني: الظرفية، فجرت الاستعارة في الاستعلاءِ, والظرفية، وبتبعيتها في لفظ على وفي وإذن، ففي على بابها من الظرفية، وهذا أصح الأقوال فيها، وقيل: إن {فِي} بمعنى على، فلا يكون في الكلام استعارة، وعبارة الدرديري في "شرحه" على "تحفة الأخواد": مثال الاستعارة في الحرف، استعارة لفظ {فِي} لمعنى على في قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}؛ أي: عليها، شبَّه الاستعلاء الكلي بالظرفية الكلية، بجامع التمكن في كل، واستُعير لفظ الظرفية للاستعلاء؛ أي: بقدر ذلك فسرى التشبيه من الكليات إلى الجزئيات، التي هي معاني الحروف، فاستُعير لفظ {فِي} الموضوعة لكل جزئي من الجزئيات الظرفية، لمعنى على وهو الاستعلاء الخاص؛ أي: المتعلق بالتصليب، والجذوع في هذا المثال.