للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فصل المغرب والعشاء (١)، وتقديم الوقت فيهما لاختصاصهما بمزيد الفضل، فإن القلب فيهما أجمع، والنفس إلى الاستراحة أميل، فتكون العبادة فيهما أشق {و} صل {أَطْرَافَ النَّهَارِ} صلاة التطوع، أمر بالتطوع في أجزاء النهار وفي "عيون المعاني": هو بالنصب عطف على ما قبله من الظروف؛ أي: سبح في أطراف النهار، وهي صلاة المغرب، وصلاة الفجر على التكرار، لإرادة الاختصاص، كما في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} صلاة العصر عند بعض المفسرين. انتهى.

وقال الطبري (٢): قبل غروبها وهي العصر، ومن آناء الليل هي العشاء الآخرة، وأطراف النهار الظهر والمغرب؛ لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار وفي أول الطرف الثاني، فكأنها بين الطرفين، والمغرب في آخر الطرف الثاني فكانت أطرافاً، انتهى.

وعبارة "المراح" هنا: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} معطوف (٣) على محل {وَمِنْ آنَاءِ} المنصوب بـ {سبح} المقرون بـ {الفاء} الزائدة، أو معطوفة على {قَبْلَ}؛ أي: في طرف نصفيه؛ أي: في الوقت الذي يجمع الطرفين، وهو وقت الزوال، فهو نهاية للنصف الأول وبداية للنصف الثاني؛ أي: اشتغل بتنزيه الله تعالى في هذه الأوقات عما ينسبونه إليه تعالى، مما لا يليق به، حامدًا له على ما ميزك بالهدى، أو المعنى: صل وأنت حامد لربك على كمال هدايته إياك صلاة الصبح، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء، وصلاة الظهر، والآية جامعة لذكر الصلوات الخمس.

وقرأ الجمهور (٤): {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بنصب الفاء، وهو معطوف على {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} وقيل: معطوف على {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} وقرأ الحسن، وعيسى بن عمر: {وأطراف} بخفض الفاء عطفًا على {آناء} وقوله تعالى: {لَعَلَّكَ تَرْضَى}


(١) روح البيان.
(٢) الطبري.
(٣) المراح.
(٤) البحر المحيط.