للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالهمزة أيضًا فيقال: أنشرهم الله، ونشرت الأرض نشورًا حييت وأنبتت، اهـ {لَفَسَدَتَا} الفساد خروج الشيء عن الاعتدال قليلًا كان الخروج عنه أم كثيرًا، ويضاده الصلاح، ويسّتعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة.

{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} هات: من أسماء الأفعال، يقال: هات الشيء؛ أي: أعطيه. وقال الراغب: البرهان: فعلان مثل الرجحان والبنيان اهـ. وقال بعضهم: هو مصدر بره يبره إذا ابيض، انتهى. وقد أشار صاحب "القاموس" إلى كليهما حيث قال في باب النون: البرهان - بالضم - الحجة، وبرهن عليه أقام البرهان، وفي باب الهاء: أبره أتى بالبرهان. وقال في "المفردات": البرهان أوكد الأدلة، وهر الذي يقتضي الصدق أبدًا.

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} قال الراغب: الأخذ: وضع الشيء وتحصيله، وذلك تارة بالتناول نحو قوله: {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا}، وتارة بالقهر نحو قوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، ويقال: أخذته الحمى، ويعبر عن الأسير بالمأخوذ والأخيذ، والاتخاذ افتعال منه، فيتعدى إلى مفعولين، ويجري مجرى الجعل {سُبْحَانَهُ}، أي: تنزه بالذات تنزهه اللائق به، على أن السبحان مصدر من سبح؛ أي بعد، أو أسبحه تسبيحه على أنه علم للتسبيح، وهو مقول على ألسنة العباد، أو سبحوه تسبيحه {وَلَا يَشْفَعُونَ} الشفع: ضم الشيء إلى مثله، والشفاعة الانضمام إلى آخر ناصرًا له، وسائلًا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعة في القيامة.

البلاغة

وقد تضمّنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التنكير في قوله: {فِي غَفْلَةٍ} للتعظيم والتفخيم.

ومنها: الدلالة على فخامة الذكر وشرفه وفضله في قوله: {مِنْ رَبِّهِمْ}.