ومنها: التذييل بقوله: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} بعد قوله: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}. وعرَّفوه بقولهم: بأنه تذييل الكلام بعد تمامه، وحسن السكوت عليه، بجملة تحقق ما قبلها من الكلام، وتزيده توكيدًا، وتخرجه مخرج المثل السائر، ليشيع الكلام بعد دورانه على الألسنة، فإن لم تكن الزيادة تفيد ذلك، فلا يسمى تذييلا. أما في الآية التي نحن بصددها، فإن المعنى مستوفى في الإخبار، بأنه سبحانه لم يجعل لبشر قبل نبيه الخلد، ثم ذيل ذلك الإخبار بما أخرجه مخرج تجاهل العارف، وهو قوله:{أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}، ثم ذيلّ هذا التذييل بما أخرجه مخرج المثل السائر. حيث قال:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
ومنها: الالتفات من التكلم إلى الغيبة في قوله: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} بعد قوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ}، وذلك لتأكيد الاعتناء بالنعم الجليلة، التي أنعم بها على العباد.
ومنها: الطباق بين الشر والخير في قوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ}.