للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَصِفُونَ}، وقوله: {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ}.

وقرأ الجمهور (١): {قُل رَّبِّ} بصيغة الأمر، وبكسر الباء. وقرأ حفص {قَالَ} بصيغة الماضي. وقرأ أبو جعفر {رَبِّ} بضم الباء، وهو من اللغات الجائزة في "يا غلامي"، وهي أن تبنيه على الضم، وأنت تنوي الإضافة، لما قطعته عن الإضافة، وأنت تريدها بنيته، فمعنى {رَبِّ} يا ربي. وقرأ الجمهور: {احْكُمْ} على الأمر من حكم. وقرأ ابن عباس وعكرمة والجحدري وابن محيصن: {ربي} بإسكان الياء {احكم} جعله أفعل التفضيل، {فربي احكم} مبتدأ وخبر. وروي زيد عن يعقوب {ربي} بفتح الياء. وقرأت فرقة: {أحكم} فعلًا ماضيًا. وقرأ الجمهور: {تَصِفُونَ} بتاء الخطاب. وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ على أبيّ {على ما يصفون} بياء الغيبة، ورويت عن ابن عامر وعاصم.

وفي الآية: إشارة إلى أنه، لا يطلب من الله تعالى، ولا يطمع في حق المطيع والعاصي، إلّا ما هو مستحقه، وقد جرى حكم الله فيهما في الأزل، وإن رحمته غير متناهية، وإن كانت أنواعها مئة، على ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله مئة رحمة"، فعلى العاقل أن لا يغتر بطول العمر وكثرة الأموال والأولاد، فإن الاغترار بذلك من صفات الكفرة، ومن كلمات أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - قال: "مَنْ وسَّع الله عليه دنياه، فلم يعلم أنه قد يمكر به فهو مخدوع عن عقله".

الإعراب

{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣)}.

{وَأَيُّوبَ}: الواو: عاطفة. {أيوب}: مفعول به لفعل محذوف تقديره: واذكر أيوب، ولكنه على حذف مضاف تقديره: واذكر خبر أيوب، والجملة المحذوفة معطوفة على جملة قوله: {وإبراهيم}. {إِذْ} ظرف لما مضى من


(١) البحر المحيط.