موصولة {هَدَاكُمْ}: فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على الله: والجملة صلة {مَا} المصدرية، تقديره: على الذي هداكم إليه، والجار والمجرور متعلق بـ {تكبروا}. {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} فعل وفاعل مستتر يعود على محمد، ومفعول به، والجملة مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
{هَذَانِ خَصْمَانِ} واحده خصم، وهو من له رأي غير رأيك في موضوع ما، وكل منهما يحاج صاحبه فيه. وفي "السمين" الخصم في الأصل مصدر ولذلك يوحد ويذكر غالبًا، وعليه قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١)} ويجوز أن يثنى ويؤنث، وعليه هذه الآية. ولما كان كل خصم فريقًا يجمع طوائف، قال: اختصموا بصيغة الجمع، كقوله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} فالجمع مراعاة للمعنى.
{قُطِّعَتْ لَهُمْ}؛ أي: قدرت لهم على قدر جثثهم؛ لأن الثياب الجدد تقطع وتفصل على مقدار بدن من يلبسها، فالتقطيع مجاز عن التقدير بذكر المسبب، وهو التقطيع. وإرادة السبب وهو التقدير والتخمين، كما سيأتي في مبحث البلاغة. {الْحَمِيمُ}: قال الراغب: الحميم، الشديد الحرارة، وسمي العرق حميمًا على التشبيه، واستحم الفرس إذا عرق، وسمي الحمام حمامًا، إما لأنه يعرق، وإما لما في من الماء الحار، وسميت الحمى بذلك، إما لما فيها من الحرارة المفرطة، وإما لما يعرض فيها من الحميم؛ أي: العرق، وإما لكونها من إمارات الحمام؛ أي: الموت.
{يُصْهَرُ بِهِ}؛ أي: بذلك الحميم من فرط الحرارة، يقال: صهرت الشيء فانصهر؛ أي: أذبته فذاب فهو صهير. والصهر إذابة الشيء، والصهارة ما ذاب منه، يقال: صهرت الشحم من باب قطع إذا أذبته، والصهارة الألية المذابة، وصهرته الشمس أذابته. {مَقَامِعُ} جمع مقمعة بكسر الميم، وهي آلة القمع، يقال: قمعه يقمعه من باب قطع إذا ضربه بشيء يزجره ويذله. والمقمعة المطرقة،