الفعل الصادر منهم ابتداء بالعقاب، مع أن العقاب إنما هو الجزاء على الجناية للازدواج. أو هو من باب المجاز المرسل، حيث سمى ما وقع ابتداء عقابًا، لكونه سببًا لما وقع جزاء وعقوبة، فسمى السبب باسم المسبب. وعبارة "الفتوحات" هنا فتلخص أن قوله: {وَمَنْ عَاقَبَ} بمعنى جازى حقيقة لغوية. وأن قوله:{بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ} مجازٌ من قبيل المشاكلة أو من قبيل تسمية السبب باسم المسبب مجازًا مرسلًا، اهـ. مع زيادة.
ومنها: إيراد صيغة المضارع بدل الماضي حيث قال: {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} بدل أصبحت لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان.
ومنها: الامتنان بتعداد النعم في قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي ...} إلخ. وكذلك الاستفهام التقريري في قوله:{أَلَمْ تَرَ}.
ومنها: الطباق في قوله: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}.
ومنها: صيغة المبالغة في قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ}.
ومنها: وصف {مَنْسَكًا} بقوله: {هُمْ نَاسِكُوهُ} تأكيدًا للقصر المستفاد من تقديم الجار والمجرور على الفعل، في قوله:{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا}.
ومنها: النهي الذي يراد منه نفي الشيء في قوله: {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ}؛ أي: لا ينبغي لهم منازعتك، فقد ظهر الحق وبان.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَإِنْ جَادَلُوكَ} حيث شبه الخصومة الواقعة بينه وبينهم بجدل الحبل، وفتله؛ لأن أصل الجدل فتل الحبل، فكان المجادلين يفتل كل واحد منهما الآخر عن رأيه.
ومنها: الاستفهام التقريري في قوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: قد علمت.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} تسجيلًا