عمر بن الخطاب. وكان لا يفهم معنى قوله تعالى:{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} أي: على تنقّص لهم. وكذلك اتّفق لقطبة بن مالك، إذ سمع النبيّ صلّى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة:{وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ}. ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر، إلى غير ذلك من الأمثلة.
القول الثالث: إنّ هذه اللغات السبع إنّما تكون في مضر، قاله قوم، واحتجّوا بقول عثمان: نزل القرآن بلغة مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبّة، ومنها لقيس، قالوا: فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب، وقد كان ابن مسعود، يحبّ أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر، وأنكر آخرون أن تكون كلّها في مضر، وقالوا: في مضر شواذّ لا يجوز أن يقرأ القرآن بها، مثل: كشكشة قيس، وتمتمة تميم فأمّا كشكشة قيس: فإنّهم يجعلون كاف المؤنث شينا، فيقولون في:{جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} جعل ربّش تحتش سريّا، وأمّا تمتمة تميم، فيقولون في الناس: النّات، وفي أكياس: أكيات، قالوا: وهذه لغات يرغب عن القرآن بها، ولا يحفظ عن السلف فيها شيء.
وقال آخرون: أمّا إبدال الهمزة عينا، وإبدال حروف الحلق بعضها من بعض، فمشهور عن الفصحاء، وقد قرأ بها الجلّة، واحتجّوا بقراءة ابن مسعود:{لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} ذكرها أبو داود.
وبقول ذي الرمّة:
فعيناك عيناها وجيدك جيدها ... ولونك إلّا أنّها غير طائل