والمؤمن: هو المصدق، بما جاء عن ربه على لسان نبيه، من التوحيد والنبوة والبعث والجزاء، {خَاشِعُونَ} جمع خاشع. والخاشع: هو الخاضع المتذلل، مع خوف وسكون للجوارح.
وقال في "المفردات": الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل فيما يوجد على الجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد على القلب، ولذلك قيل فيما ورد: إذا ضرع القلب خشعت الجوارح.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣)} وفي "المفردات" اللغو من الكلام ما لا يعتد به، وهو الذي يورد لا عن روية وفكر، ويجري مجرى اللغا، وهو صوت العصافير ونحوها، من الطيور. اهـ. وفي "التأويلات النجمية" اللغو: كل فعل لا لله، وكل قول لا من الله، ورؤية غير الله، وكل ما يشغلك عن الله، فهو لغو. اهـ. ويقال: أعرض أظهر عرضه؛ أي: ناحيته، فإذا قيل: عرض لي كذا؛ أي: بدا عرضه فأمكن تناوله، وإذا قيل: أعرض، فمعناه ولى مبديًا عرضه؛ أي: معرضوه عن اللغو في عامة أوقاتهم.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤)} والزكاة: تزكية النفس وطهارتها، بفعل العبادة المالية، ضمن فاعلون معنى مؤدون، إذ لا يصح فعل الأعيان، التي هي القدر المخرج من المزكي للمستخقين، ويصح حمل الزكاة على المصدر، الذي هو التزكية، فيصح نسبة الفعل إليها، من غير تضمين. اهـ. من "البحر"{لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} والفروج: جمع فرج، والفرج: سوءة الرجل والمرأة، وحفظه التعفف عن الحرام، وفي كتب اللغة: الفرج والفرجة: الشق بين الشيئين، كفرجة الحائط، والفرج ما بين الرجلين، وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح. {ابْتَغَى}؛ أي: طلب {وَرَاءَ ذَلِك}؛ أي: غير ذلك {الْعَادُون}؛ أي: المتناهون في العدوان، ومجاوزة الحدود الشرعية، وفي "الروح" العدوان: الإخلال بالعدالة، والاعتداء. مجاوزة الحق.
{لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ} والأمانات: جمع أمانة، والأمانة: هي ما ائتمن المرء عليه من قبل الله تعالى، كالتكاليف الشرعية، أو من قبل الناس، كالأموال