للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زائدة، وأصله معيون كمبيوع، وقد دخله الإعلال. والمعين: الماء الظاهر البخاري على وجه الأرض. وقد اختلف في زيادة ميمه وأصالته، فوجه من جعله مفعولًا أنه مدرك بالعين؛ لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه، نحو ركبه إذا ضربه بركبته، ووجه من جعله فعيلًا، أنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة. وقال الراغب: هو من معن الماء إذا جرى، ويسمى مجرى الماء معيانًا، وأمعن الفرس تباعد في عدوه، وأمعن بحقي ذهب به، وفلان معن في حاجته؛ أي: سريع، قلت: وهذا كله راجع إلى معنى الجري والسرعة.

وفي "السمين" قوله: ومعين صفة لموصوف محذوف؛ أي: وماء معين، وفيه قولان:

أحدهما: أن ميمه زائدة، وأصله معيون؛ أي: مبصر بالعين، فأعل إعلال مبيع، وبابه وهو مثل قولهم: كبدته؛ أي: ضربت كبده، ورأسته؛ أي: أصبت رأسه، وعنته؛ أي: أدركته بعيني، ولذلك أدخله الخليل في مادة ع ي ن.

والثاني: أن الميم اصلية، ووزنه فعيل، مشتق من المعن، واختلف في المعن. فقيل: هو الشيء القليل، ومنه الماعون، وقيل: هو من معن الشيء، معانة إذا كثر.

{الطَّيِّبَاتِ}: جمع طيب، والطيب: ما يستطاب ويستلذ من المآكل والفواكه. {أُمَّتُكُمْ}؛ أي: ملتكم وشريعتكم. {فَتَقَطَّعُوا}؛ أي: قطعوا ومزقوا. {أَمْرَهُمْ}؛ أي: أمر دينهم. {زُبُرًا}؛ أي: قطعًا، واحدها زبور: بمعنى فريق. اهـ. "بيضاوي". أو جمع زبرة بمعنى القطعة؛ أي: الطائفة من الناس، وهي مثل غرفة، فتجمع على زبر بالضم وبالفتح، كما في الكهف فهما جمعان، كما في "القاموس". وقيل: معنى زبرًا، كتبًا؛ أي: تمسك كل قوم بكتاب، فآمنوا به، وكفروا بما سواه من الكتب. اهـ. "خطيب".

{فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ} والخطاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والضمير لكفار مكة، في غمرتهم؛ أي: في ضلالتهم، شبهها بالماء الذي يغمر القامة؛ لأنهم يغمرون فيها، والغمر في الأصل الماء الذي يغمر القامة، والغمر أيضًا الذي يغمر