وسائر صفاته من قدرة وعلم، إلى نحو أولئك، هادية إلى صلاح أمورهم في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر نوره لعباده، وهدايته إياهم على أتم الوجوه .. بين هنا حال من حصلت لهم الهداية بذلك النور، وذكر بعض أعمالهم القلبية والحسية.
قوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ ...} الآيتين، مناسبة هاتين الآيتين لما قبلهما: أن الله سبحانه لما بين أحوال المؤمنين، وأنهم في الدنيا يكونون في نور الله، وبه يستمسكون بالعمل الصالح، وفي الآخرة يفوزون بالنعيم المقيم والثواب العظيم .. أردف ذلك ببيان حال أضدادهم وهم الكفار، فذكر أنهم يكونون في الآخرة في أشد الخسران والبوار، وفي الدنيا في ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض. وضرب لكلتا الحالتين مثلًا يوضحها أتم الإيضاح والبيان.
أسباب النزول
قوله تعالى:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما (١) أخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل قال: بلغنا أن جابر بن عبد الله: حدث أن أسماء بنت مرثد كانت في نخل لها، فجعل النساء يدخلن عليها غير متأزرات، فيبدو ما في أرجلهن، يعني الخلاخل، وتبدو صدورهن وذوائبهن. فقالت أسماء: ما أقبح هذا. فأنزل في ذلك {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ ...} الآية.
وأخرج ابن جرير عن حضرمي أن امرأة اتخذت صرتين من فضة، واتخذت جزعًا، فمرت على قوم، فضربت برجلها، فوقع الخلخال على الجزع، فصوت، فأنزل الله {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ...} الآية.