للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد يقال: على تقدير تعلقه بمشكاة أو بمصباح، أو بتوقد ما الوجه، في توحيد المصباح والمشكاة وجمع البيوت، ولا تكون المشكاة الواحدة، ولا المصباح الواحد إلا في بيت واحد. وأجيب بأن هذا من الخطاب، الذي يفتح أوله بالتوحيد، ويختم بالجمع، كقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} ونحوه.

وقيل: معنى في بيوت، في كل واحد من البيوت فكأنه قال: في كل بيت، أو في كل واحد من البيوت. وقوله: {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} معطوف على {ترفع}؛ أي: وأمر أن يذكر فيها اسمه. واسم (١) الله تعالى كل ما يصح أن يطلق عليه بالنظر إلى ذاته كلفظ الجلالة، أو باعتبار صفة من صفاته السلبية كالقدوس، أو الثبوتية كالعليم. أو باعتبار فعل من أفعاله كالخالق. لكنها توفيقية عند بعض العلماء. وذكر الله هنا عام في كل ذكر توحيدًا كان أو تسبيحًا أو تحميدًا أو تكبيرًا أو تلاوة قرآن، أو مذكرة علوم شرعية، أو ما كان آلةً لها، أو آذانًا، أو إقامة، أو نحوها.

والمعنى مثل نوره كمشكاة، كمصباح موضوع في مشكاة كائنة في بيوت أمر الله بتطهيرها من الأنجاس الحسية، والمعنوية، كاللغو ورفث الحديث. وأمر بذكره فيها، وإخلاص العبادة له.

{يُسَبِّحُ لَهُ} سبحانه {فِيهَا}؛ أي: في تلك البيوت، وينزهه ويقدسه عما لا يليق به. {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}؛ أي: في أول النهار وآخره. {رِجَالٌ} فاعل {يسبح}. وخصوا بالذكر؛ لأن النساء ليس عليهن حضور المسجد لجمعة ولا لجماعة. اهـ. "سمين".

ولفظ فيها تكرير، لقوله: في بيوت للتأكيد والتذكير، لما بينهما من الفاصلة. إن قلنا إن قوله: {في بيوت} متعلق بـ {يسبح}. وللإيذان بأن التقديم للاهتمام، لا لقصر التسبيح على الوقوع في البيوت فقط. والتسبيح تنزيه الله


(١) روح البيان.