للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالنور والهداية وقلوب الكافرين بالظلمة .. أردف ذلك بذكر دلائل التوحيد وساق منها أربعةً.

قوله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر لي الآيات السابقة ما يدل على وجوده من أحوال السماء والأرض والآثار العلوية، وأحوال الحيوان .. ذكر هنا أن هذه وغيرها آيات واضحات، دالة على وجود الخالق المدبر للكون، لا خفاء فيها.

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ} إلى قوله: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما ذكر الأدلة الواضحة على توحيده، وأتم بيانها، ثم ذكر أنه يهدي من يشاء، من عباده إلى صراط مستقيم .. أعقبه بدر من لم يهتد بها، وهم المنافقون الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، فيقولون: آمنا بالله وبالرسول، ثم يفعلون ضد ما يقولون. فإذا دعوا ليحكم بينهم الرسول فيما يتنازعون فيه .. أبوا وخافوا أن يحيف عليهم. والمؤمن الصادق الإيمان, إذا ما دعي إلى الله والرسول .. قال: سمعًا وطاعةً.

ثم بين بعض أكاذيبهم التي يراؤون بها، ويدعون الإخلاص فيها، فمنها أنهم يحلفون أغلظ الإيمان أنهم مطيعون للرسول في كل ما يأمرهم به، حتى لو أمرهم بالخروج والجهاد لبوا الأمر سراعًا، ثم أمر الرسول بنهيهم عن الحلف والأيمان؛ لأن طاعتهم معروفة، لا تحتاج إلى يمين، وبأن يقول لهم: أطيعوا الله حقًّا، لا رياءً، فإن أبيتم، فإنما علي التبليغ، وعليكم السمع والطاعة. فإن أطعتموني اهتديتم، وإن توليتم، فقد فعلت ما كلفت به، وعلى الله الحساب والجزاء.

قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...} الآيات. مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما بين أن من أطاع الرسول .. فقد اهتدى إلى الحق، ومن اهتدى إلى الحق، فجزاؤه دار النعيم .. أردف ذلك وعده الكريم، بأنه سيجعل المؤمنين المطيعين لله ورسوله، خلفاء في الأرض، ويؤيدهم