للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هنالك، فيخرج منها الملائكة والجن، فإن الملائكة خلقوا من نور، والجن من نار. وقال في "فتح الرحمن": خلق كل حيوان يشاهد في الدنيا, ولا يدخل فيه الملائكة والجن؛ لأنا لا نشاهدهم. اهـ.

والمعنى: خلق كل حيوان يدب على الأرض.

{يَمْشِي} والمشي: ضابطه، هو قطع المسافة، والمرور عليها، مع قيد كون ذلك المرور على الأرجل. {وَأَطَعْنَا} من الإطاعة، وهو فعل يعمل بالأمر، لا غير؛ لأنها الانقياد، وهو لا يتصور إلا بعد الأمر، كما مر. {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} والحكم بالشيء، أن تقضي بأنه كذا, وليس بكذا، سواء ألزمت بذلك غيرك، أو لم تلزمه.

{مُعْرِضُونَ} يقال: أعرض إذا أظهر عرضه؛ أي: ناحيته. {مُذْعِنِينَ}؛ أي: منقادين. {مَرَضٌ}؛ أي: فساد من أصل الفطرة يحملهم على الضلال. {ارْتَابُوا} شكوا في نبوتك. {أَنْ يَحِيفَ} والحيف الجور، والظلم، والميل في الحكم إلى أحد الجانبين. يقال: حاف في قضيته؛ أي: جار فيما حكم.

{فَإِنْ تَوَلَّوْا}: فعل مضارع مجزوم بحذف النون؛ لأن أصله تتولوا بتاءين، إحداهما تاء المضارعة، والأخرى تاء المطاوعة؛ لأن ماضيه تولى من باب تفعل الخماسي.

{إِلَّا الْبَلَاغُ} البلاغ اسم مصدر لبلغ المضعف، فهو بمعنى التبليغ، الذي هو مصدر بلغ. {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} قال الراغب: الخلافة النيابة عن الغير. إما لغيبة المنوب عنه، وإما لموته، وإما لعجزه، وإما لتشريف المستخلف. وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه في الأرض.

{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ} التمكين جعل الشيء مكانًا لآخر. يقال: مكن له في الأرض؛ أي: جعلها مقرًا له. يقال: مكنتك ومكنت لك مثل نصحتك ونصحت لك.