ومنها: الإجمال ثم التفسير في قوله: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} الآية. فقد ذكر سبحانه أولًا الجنس الأعلى، حيث قال: كل دابة، فاستغرق أجناس كل ما دب، ثم فسر هذا الجنس الأعلى، بالأجناس المتوسطة. حيث قال:{فَمِنْهُمْ} و {مِنْهُمْ}
ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} فقد سمي الزحف على البطن مشيًا على سبيل الاستعارة المكنية، كما قالوا في الأمر المستمر قد مشى هذا الأمر. ويقال فلان لا يتمشى له أمر.
ومنها: التغليب في قوله: {مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} لأنه لما اختلط غير العاقل بالعاقل في قوله كل دابة، عبر بـ {من} تغليبًا للعاقل على غيره لشرفه.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ}.
ومنها: حسن التقسيم في قوله: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} الآية. لأن الآية لم تبق قسمًا يقع في القلوب، من الصوارف عن القبول، إلا جاءت به، ألا ترى أنه تعالى بعد قوله:{أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ذكر الريبة؛ لأنه لا بد أن يكون الصارف عن الإجابة لحكم الله ورسوله، إما إبطان الكفر، وإظهار الإِسلام، وهو المرض، أو التشكك والتردد، والتذبذب في حكم الله، هل هو جار على العدل، أو على غيره، وذلك هو الريبة. أو يكون الصارف خوف الحيف الذي لا يشعر به رجاء الإنصاف، فلم يبق قسم من الصوارف إلا ذكر فيها.
ومنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: {جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} شبه الإيمان التي يحلف بها المنافقون بالغين، فيها أقصى المراتب في الشدة، والتوكيد بـ {من} يجهد نفسه في أمر سياق لا يستطيعه، ويبذل أقصى وسعه وطاقته بطريق الاستعارة التصريحية.
ومنها: المشاكلة في قوله: {عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ}؛ أي: عليه أمر