وما أخرجه ابن جرير، عن مجاهد قال: سألت قريشٌ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، فقال:"نعم، وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم" فأبوا، ورجعوا، فأنزل الله عزّ وجلّ:{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ ...} الآية.
قوله تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ...} الآية، سبب نزولها: أنّه كان حُييُّ بن أخطب، وأبو ياسر بن أخطب، من أشدّ اليهود حسدًا، للعرب، إذْ خصّهم الله تعالى برسوله، وكانوا جاهدين في رد الناس عن الإِسلام، فأنزل الله فيهما:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد، أو عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد أنّه أخبره: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركب على حمار، فقال لسعد:"ألم تسمع ما قال أبو الحباب" يريد عبد الله بن أبي؟ قال:"كذا وكذا"، فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعفو عن أهل الكتاب والمشركين، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ:{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
قوله تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد، أو عكرمة، عن ابن عباس قال: لمَّا قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رافع بن حرملة من اليهود: ما أنتم على شيء، وكفر بعيسى، وبالإنجيل، وقال: رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء، وجحد نبوة موسى، وكفر بالتوراة، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ} الآية.
قوله تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية، ما أخرجه ابن جرير، عن ابن زيد قال: نزلت هذه الآية في المشركين حين صدُّوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن مكة يوم الحديبية، وأخرج ابن جرير من طريق سعيد، أو عكرمة عن ابن عباس قال: إنّ قريشًا منعوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل الله سبحانه {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ ...} الآية.