{لِيَسْتَأْذِنْكُم}: استأذن من باب استفعل. فالسين والتاء فيه للطلب، فهو على بابه؛ لأن الاستئذان، طلب الإذن. والإذن في الشيء: إعلام بإجازته، والرخصة فيه، كما مر. {مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم} يشمل العبيد والإماء.
{وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ}؛ أي: وقت البلوغ، إما بالاحتلام، وإما ببلوغ خمس عشرة سنة من حلم بفتح اللام. قال في "القاموس": الحلم بالضم، والاحتلام الجماع في النوم. والاسم الحلم كعنق. انتهى. وفي "المفردات" ليس الحلم في الحقيقة هو العقل، لكن فسروه بذلك، في نحو قوله: أولو الأحلام لكونه من مسببات العقل. ويسمى البلوغ بالحلم، لكونه جديرًا صاحبه بالحلم اهـ.
{تَضَعُونَ} تخلعون. {الظَّهِيرَةِ}: وقت اشتداد الحر حين انتصاف النهار. قال في "القاموس": الظهيرة حد انتصاف النهار. وإنما ذلك في القيظ. {عَوْرَاتٍ} جمع عورة. من أعور الفارس، إذا اختلت حاله. والعورة في الأصل الخلل. ثم غلب في الخلل الواقع فيما يهم حفظه، ويتعين ستره.
{طَوَّافُونَ}: صيغة مبالغة من الطواف. والطواف: الدوران حول الشيء. ومنه الطائف لمن يدور حول البيت حافًّا. ومنه استعير الطائف من الجن، والخيال والحادثة وغيرها.
{وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ}؛ أي: أوان البلوغ، كرره للتأكيد كما مر. واعلم (١): أن بلوغ الصغير بالإحبال والإنزال والاحتلام. وبلوغ الصغيرة بهما وبالحيض والحبل. فإن لم يوجد فيهما شيء من العلامات المذكورة فيبلغان حين تم لهما خمس عشرة سنة. كما هو المشهور. وبه يفتى لقصر أعمار أهل زماننا. قال بعض الصحابة: كان الرجل فيمن قبلكم لا يحتلم حتى يأتي عليه ثمانون سنة. قال وهب: إن أصغر من مات من ولد آدم ولد مائتي سنة. وأدنى مدة