حوت هذه السورة توحيد الله، وإثبات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبيان صفات النبي - صلى الله عليه وسلم -، والرد على من أنكروا نبوته - صلى الله عليه وسلم -. ثم بيان أحوال يوم القيامة، وما يكون فيها من الأهوال. ثم ختمت بأوصاف عباده المخلصين، الذين يمشون على الأرض هونًا. ثم ذكر جلال الله، وتصرفه في خلقه، وتفرده بالخلق والتقدير.
المناسبة
قوله تعالى:{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله (١) سبحانه، لما وصف نفسه بصفات العزة والجلال، وبين وجه الحق في ذلك، أردفه حكاية أباطيل عبدة الأوثان، الذين اتخذوا من دونه آلهة تعجيبًا لأولي النهى من حالهم، وتنبيهًا إلى خطأ أفعالهم، وتسفيهًا لأحلامهم. فقد انحرفوا عن منهج الحق، وركبوا المركب الذي لا يركبه إلا كل آمن الرأي مسلوب العقل.
قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ ...} مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه، لما تكلم أولًا في التوحيد، ثم في الرد على عبدة الأوثان، أردف ذلك بالرد على الطاعنين في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد قسموا مطاعنهم قسمين، مطاعن في القرآن، ومطاعن فيمن نزل عليه القرآن.
قوله تعالى:{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه، لما حكى شبهتهم فيما يتعلق بالمنزل، وهو القرآن، ساق شبهتهم في المنزل عليه، وهو الرسول على الوجه الذي ذكره. ثم فند تلك الشبه، وبين سخفها، وأنها لا تصلح مطعنًا في النبي. ثم حكى عنهم نوعًا ثالثًا من أباطيلهم، وهو تكذيبهم بيوم القيامة. ثم وصف ما أعد للكافرين فيه، مما يشيب من هوله الولدان من نار تلظى، يسمعون لها تغيظًا وزفيرًا،