أجيب: بأن الله سبحانه وتعالى يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم، فتتسع مع أن السموات مقبية, فكلما زالت واحدة منها ونزلت تتسع الأرض بقدرها، فيكفي لملائكتها أطرافها، وقد ثبت أن الملائكة أجسام لطيفة رقيقة، فلا تتصور بينهم المزاحمة كمزاحمة الناس.
وقرأ الحرميان (١) - نافع وابن كثير - وابن عامر:{تشّقّق} بتشديد الشين، فأدغموا التاء في الشين؛ لأن أصله تتشقق، قرؤوا كذلك هنا وفي قَ، وباقي السبعة بحذف تلك التاء:{تَشَقَّقُ} بلا تشديد الشين.
وقرأ الجمهور:{وَنُزِّلَ} ماضيًا مشددًا مبنيًا للمفعول. وقرأ ابن مسعود وأبو رجاء {ونزل} ماضيًا مشددًا مبنيًا للفاعل، وعنه أيضًا:{وأنزل} مبنيًا للفاعل، وجاء مصدره تنزيلًا، وقياسه إنزالًا؛ لأنه لما كان معنى أنزل ونزل واحدًا جاز مجيء مصدر أحدهما للآخر. وقرأ الأعمش وعبد الله في نقل ابن عطية {وأنزل} ماضيًا رباعيًا مبنيًا للمفعول، مضارعه ينزل. وقرأ جناح بن حبيش والخفاف عن أبي عمرو {ونزل} ثلاثيًا مخففًا مبنيًا للفاعل. وقرأ هارون عن أبي عمرو {وتنزل} بالتاء من فوق مضارع نزل مشددًا مبنيًا للفاعل. وقرأ أبو معاذ وخارجة عن أبي عمرو {ونزل الملائكة} بضم النون وشد الزاي، أسقط النون من {وننزل}. وفي بعض المصاحف {وننزل} بالنون مضارع نزل مشددًا مبنيًا للفاعل، ونسبها ابن عطية لابن كثير وحده، قال: وهي قراءة أهل مكة، ورويت عن أبي عمرو. وعن أبي أيضًا {وتنزلت}، وقرأ أبي:{ونزلت} ماضيًا مشددًا مبنيًا للمفعول بتاء التأنيث. وقال صاحب "اللوامح" عن الخفاف عن أبي عمرو {ونزل} مخففًا مبنيًا للمفعول. {الْمَلَائِكَةُ} رفعًا، والوجه في هذه القراءة أن يكون مثل: زكم الرجل وجن، فإنه لا يقال إلا: أزكمه الله وأجنه, فهذه إحدى عشرة قراءة.