للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البحر، ولذلك صار مرًا زعاقًا، اهـ من "روح البيان".

{بَرْزَخًا}؛ أي: حاجزًا خلفيًا لا يحس، بل بمحض قدرة الله تعالى يمنع من اختلاط أحدهما بالآخر. {وَحِجْرًا مَحْجُورًا}: تقدم تفسيرهما.

{نَسَبًا} قال الإِمام الراغب: النسب اشتراك من جهة الأبوين، وذلك ضربان: نسب بالطول كالاشتراك بين الآباء والأبناء. ونسب بالعرض كالنسبة بين الإخوة وبني العم. وقيل: فلان نسيب فلان؛ أي: قريبه، انتهى.

{وَصِهْرًا} الصِهر - بالكسر - القرابة كما في "القاموس" والختن. وجمعه: أصهار. وفي "المصباح": الصهر جمعه أصهار. قال الخليلى: الصهر أهل بيت المرأة. وقال: ومن العرب من يجعل الأحماء والأختان جميعًا أصهارًا. وقال الأزهري: الصهر يشتمل على قرابات النساء ذوي المحارم وذوات المحارم، كالأبوين والإخوة وأولادهم والأعمام والأخوال والخالات، فهؤلاء أصهار زوج المرأة، ومن كان من قبل الزوج من ذوي قرابته المحارم فهم أصهار المرأة أيضًا. وقال ابن السكيت: كل من كان من قبل الزوج من أبيه أو أخيه أو عمه فهم الأحماء، ومن كان من قبل المرأة فهم الأختان، ويجمع الصنفين الأصهار. وصاهرت إليهم، ولهم، وفيم إذا تزوجت منهم.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: التحضيض في قوله: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ}؛ أي: هلّا أنزل علينا.

ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {وَعَتَوْا عُتُوًّا}؛ وقوله: {حِجْرًا مَحْجُورًا}.

ومنها: المبالغة بنفي الجنس في قوله: {لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} ومعناه: لا يبشر يومئذ المجرمون، وإنما عدل عنه للمبالغة.