بها حقيقة نصحي، وسيتبيَّن لكم صدق ما دعوتكم إليه من الرشاد حين لا تُجدي المعرفة، ولا تُفيد التبصرة شيئًا، ونحو الآية قوله:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.
ثم ذيَّل هذا بتقرير ما قبله من الوعد والوعيد بقوله:{وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} أي: وما ربك بغافل عما يعمله هؤلاء المشركون، ولكنه مؤخِّر عذابهم إلى أجل هم بالغوه، لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون، فلا يحزنك تكذيبهم، فإني لهم بالمرصاد، وأيقن باني ناصرك وخاذل عدوك، ومذيقهم الذل والهوان.
روي: أن عمر بن عبد العزيز قال: فلو كان الله مغْفَلًا شيئًا لأغفل ما تُعفي الرياح من أثر قدمي ابن آدم، وكان الإِمام أحمد كثيرًا ما ينشد هذين البيتين:
{إِنَّ هَذَا}: ناصب واسمه، {الْقُرْآنَ}: بدل من اسم الإشارة، {يَقُصُّ}: فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على {الْقُرْآنَ}، {عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {يَقُصُّ} في محل الرفع خبر {إِنَّ}، وجملة {إنَّ} مستأنفة، {أَكْثَرَ}: مفعول به لـ {يَقُصُّ}، {الَّذِي}: مضاف إليه، {هُمْ}: مبتدأ، {فِيهِ}: متعلق بـ {يَخْتَلِفُونَ}، وجملة {يَخْتَلِفُونَ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صلة الموصول. {وَإِنَّهُ}: ناصب واسمه، {لَهُدًى}{اللام}: حرف ابتداء، {هُدًى}: خبر {إنَّ}، {وَرَحْمَةٌ}: معطوف على {هدى}، {لِلْمُؤْمِنِينَ}: جار ومجرور، تنازع فيه هدى ورحمة على كونه صفة لهما، وجملة {إنّ} معطوفة على جملة {إنَّ} الأولى. {إِنَّ رَبَّكَ}: ناصب واسمه، {يَقْضِي}: فعل