ومنها: الإضافة للتغليب في قوله: {وَجُنُودَهُمَا} لأن الجنود إنما كانت لفرعون.
ومنها: نوع عجيب من الإطناب في قوله: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي} وهو من أجمل الإطناب، وهو أن يذكر الشيء فيؤتي فيه بمعان متداخلة، إلا أن كل معنى مختص بخصيصة ليست للآخر، فقد قلنا في باب اللغة: إن الخوف هو غم يصيب الإنسان لأمر يُتوقع نزوله في المستقبل، وأما الحزن فهو غم يصيبه لأمر وقع فعلًا ومضى، فنُهيت عنهما جميعًا.
ومنها: إيثار الجملة الاسمية على الفعلية في قوله: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} ولم يقل سنرده ونجعله رسولًا، وذلك للاعتناء بالبشارة, لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار.
ومنها: الكناية في قوله: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} فإن ذلك كناية عن فقدان العقل، وطيش اللب، والمعنى: أنها حين سمعت بوقوعه في يد فرعون طاش صوابها، وطار عقلها لما انتابها من فرط الجزع والدهش.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} شبه ما قذف الله في قلبها من الصبر بربط الشيء المنفلت خشية الضياع، واستعار لفظ الربط للصبر.
ومنها: الاستعارة أو المجاز المرسل في قوله: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ} لأن من حرم عليه شيء فقد منعه, لأن الصبي ليس من أهل التكليف.
ومنها: صيغة التعظيم في قوله: {لَا تَقْتُلُوهُ} تخاطب فرعون، ولم تقل: لا تقتله، تعظيمًا له، ليساعدها على ما تريده من ترك قتله.
ومنها: الكناية في قوله: {يَكْفُلُونَهُ} لأنه كناية عن إرضاعه والقيام بتربيته.
ومنها: التشبيه في قوله: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
ومنها: الإشارة على الحكاية في قوله: {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ} وإلا فهو والذي