للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يرضاها لنفسه عاقل، فإن دعاءهم إياه حال الخوف مع الإخلاص، ما كان إلا ليقينهم بأن نعمة النجاه منه لا من سواه، فكيف يكفرون به حين الأمن، وهم يوقنون بأن الأصنام حين الخوف لا تجديهم فتيلاً ولا قطميرًا.

أسباب النزول

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والدارمي في "مسنده"، وأبو داود من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة قال: جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوا فيها بعض ما سمعوه من اليهود، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بقوم ضلالةً أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم" فنزلت: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ ...} الآية.

وعن عبد الله بن الحارث الأنصاري قال (٢): دخل عمر بن خطاب على النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب فيه مواضع من التوراة، فقال: هذه أصبتها مع رجل من أهل الكتاب أعرضها عليك، فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغيرًا شديدًا، لم أر مثله قط، فقال عبد الله بن الحارث لعمر: أما ترى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال عمر: رضينا بالله ربًا، وبالإِسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، فسرى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ولو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني .. لضللتم، أنا حظكم من النبيين، وأنتم حظي من الأمم" أخرجه عبد الرزاق.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ ...} الآية، سبب نزولها (٣): ما أخرجه عبد بن حميد، وابن أبي حاتم والبيهقي، وابن عساكر بسند ضعيف، عن ابن عمر قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل بعض حيطان المدينة، فجعل يلتقط من التمر ويأكل، فقال لي: "يا ابن عمر مالك لا تأكل؟ " قلت: لا أشتهيه، قال: "لكني أشتهيه، وهذا صبح رابعةٍ لم أذق طعامًا، ولم أجده، ولو


(١) لباب النقول.
(٢) المراغي.
(٣) لباب النقول.